حي مولاي عبد القادر الجيلالي بتاكلفت الغوص في أصول التسمية
recipe cooking
(0)
حي مولاي عبد القادر الجيلالي بتاكلفت،محاولة من أجل الغوص في اصول التسمية.
يعتبر هذا الحي النواة السكنية الأولى لمركز تاكلفت، وأما تسميته فهي نسبة إلى ولي صالح يحمل نفس الاسم والذي يوجد ضريحه بالحي نفسه، وبغض النظر عن الطقوس التي كان يمارسها التاكلفتيون بضريحه، إذ كانوا يعتقدون ببركته وبفضائله في إشفاء المرضى وتسهيل أمور الحياة، إذ كانوا ينذرون له من أموالهم وماشيتهم وغيرها إذا حقق لهم أمنياتهم، فإن نسبه وفصله مجهولان بالنسبة للتاكلفتيين وغيرهم.
ولهذا حاولت البحث قليلا من أجل استنباط بعض للمعلومات حول هذا الضريح، وإستخلاص بعض المعطيات، إلا أن الرواية الشفوية لا تساعد على ذلك، كما أن الوثائق الموجودة لدى الزوايا تهتم فقط بشيوخها وقبائلها، ولا شأن لها في الأولياء والصلحاء سواء الحقيقي منهم أو المبتدع، ولم يبقى أمامنا سوى طرح فرضيات قد تصيب وقد تخطئ ، وكلها بنيت على شواهد وقرائن شبه مسلم بها.
فأما مولاي عبد القادر الجيلالي، فهو قطب من الأقطاب وولي من أولياء الله ، واسمه مولاي عبد القادر الجيلاني، نسبة إلى منطقة جيلان بالأراضي الفارسية، وقد تم تحوير نسبته إلى الجيلالي بالمغرب لصعوبة نطقها لدى الأمازيغ، كما هو الحال مع الكثير من الكلمات التي يتم تحويرها إما لثقلها على اللسان أو لرطانتها، وقد هاجر إلى بغداد واستقر بها.
وطارت شهرته في الأفاق وأصبح مقصدا للزيارة، وانتسبت له طريقة عرفت باسمه وهي الطريقة القادرية والتي انتشرت بمختلف مناطق شمال افريقيا، وأصبح مريديه وأتباعه ومحبيه يسمون أنفسهم باسمه تيمنا به واحتراما لمقامه.
ومن هنا انتشر اسم الجيلالي في الأوساط المغربية، والذي كان في الأصل الجيلاني، وكل هذا له علاقة طبعا بتاكلفت وبدوار مولاي عبد القادر الجيلالي والذي توجد أضرحة تحمل نفس الاسم بمختلف المناطق المغربية، بل كان مادة دسمة لمغني الأمداح ولرواد فن العيطة وكذا كناوة، هذه العلاقة تتجلى في كون الطريقة القادرية منتشرة بكل الأراضي المغربية.
وكعلامة على تواجدهم بمجال معين نفترض أنهم يشيدون ضريح باسم شيخهم، وهو ما حدث بتاكلفت، وقد أكد مجموعة من الباحثين من بينهم المكي المالكي بن الجيلالي في كتابه ثورة القبائل ضد الاحتلال، وقاسم الحادك صاحب كتاب الزوايا الدرقاوية وأيضا جورج سبيلمان في كتابه مختصر التاريخ الديني للمغرب على انتشار الطريقة القادرية بالأطلس وكان لها أتباع كثر.
من بينهم طبعا أيت سخمان وأخص منهم بالذكر التاكلفتيون، ومنه نستنتج أن مولاي عبد القادر هذا هو أحد أتباع القطب الأوحد كما يسمي نفسه مولاي عبد القادر الجيلاني الذي توفي ببغداد ولم يزر المغرب قط ولا شمال افريقيا .
وبشكل عام فإننا طرحنا هنا مجرد فرضيات، في انتظار من يزكيها أو يثبت عكسها، ولا ندعي أننا أحطنا الموضوع من كل جوانبه، كما لا ندعي امتلاك المعرفة، هي محاولة فقط لإثارة الباحثين من أجل خوض غمار هكذا مواضيع من زوايا تاريخية أخرى .
تعليقات
إرسال تعليق