قصر عين أسردون أو قصبة عين أسردون عبارة عن حصن تاريخي يقع في مدينة بني ملال التابعة لجهة بني ملال خنيفرة في المغرب، بُنيت القصبة في القرن السابع عشر الميلادي على يد السلطان العلوي مولاي إسماعيل وذلك بغرض حماية نبع عين أسردون والمناطق المحيطة به.
عديدة هي الروايات المتداولة حول أصل تسمية عين أسردون بهذا الإسم، ولعلنا في هذا المقام ، سنبدأ بتحليل التسمية أولا، فهذه الأخيرة تتكون من شقين أو كلمتين، الأولى عربية؛ وهي عين أي منبع الماء، و تسمى بالأمازيغية تيط، والثانية هي أسردون.
وهي ما معناه بالعربية البغل، ولعل هذه التسمية تحيلنا منذ الوهلة الأولى على التداخل بين اللغة العربية والأمازيغية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هناك علاقة بين السكان الأمازيغ بجبال بني ملال " أيت سعيد أوعلي"، وهم فرع من أيت سخمان، والعرب بدير بني ملال، فعين أسردون تعكس ذاك التمازج الثقافي بين أهل الدير وسكان "الأدرار"،فهي التي يغرف الأمازيغ والعرب ماءها.
ولنعد إلى القصة وراء هذه التسمية، فمن الروايات المثواترة والأكثر تداولا على لسان الملاليين، أنه حدث وأن خرج من عنق العين صوفا، فتعجب ساكنة بني ملال من هذا الأمر وأصبح أكثر تداولا ، لكن ما لم يدركه اهل الدير أن وراء هذا الصوف عائلة كانت تغسل صوفا بأحد روافد واد العبيد أو هو نفسه.
وجرفت لهم هذه القناة المزودة بالماء لهذه العين جزءا كبيرا من الصوف، وبعد أن زار الزوج أسواق بني ملال سمع بهذه القصة، أي قصة الصوف فبدأ في البحث عن هذا الجيب المائي حتى وجده، فقام بتغطية جزء كبير منه.
بعد هذا بقليل جاء الرجل إلى بني ملال التي وجدها كالسمك بدون ماء فقصد أعيانها، وفاوضهم على أن يقوم بإرجاع الماء إلى سابق عهده، ووافقوا وكان شرط الرجل في البداية أن يزودوه ببغل أو أسردون، فزودوه به، وليس في كل مرة تسلم الجرة، أعادها ففاوضهم اليوم بأن يملؤا له "تليسا" من النقود.
يضعها على ظهر بغله وهو ما ذهب إليه المصطفى عربوش في كتابه من تاريخ إقليم تادلا وبني ملال، حيث أرسلوا معه بغلا محملا بنقد الحسنية ومن يومها سميت بعين أسردون، غير أن الفرق هذه المرة أنهم تجسسوا على هذا الرجل فتبعوه إلى أن قتلوه، ومعه مات سر ذلك النفق المائي المزود لعين أسردون بالماء.
تعليقات
إرسال تعليق