كما يقول الشاعر" فكم من منزل يألفه الفتى وحنينه أبد الدهر للدار الأول".ارتأيت أن أخوض غمار الحديث عن داري ودواري"تاكلفت".
لطالما كان ديدني على الدوام البدء بأصل التسمية، ولذلك سأبدأ بالحديث عن أصل تاكلفت، وهي لفظة أمازيغة،قد تتعدد دلالاتها اللغوية و الروايات حول أصلها ولكن المعنى واحد وهو منطقة تاكلفت التي تقع بإقليم أزيلال، بقبيلة أيت داود اوعلي، والتي يحدها من الشمال أيت سعيد أوعلي.
ومركزهم فم العنصر، ومن الجنوب ايت مصاض وأنركي، ومن الغرب ايت عطا "إسكسي"، ومن الشرق تيفيرت ن أيت حمزة وأيت أوقبلي.
وأثناء البحث والاستقصاء حول أصل التسمية يقف الباحث أمام ثلاث روايات تكاد تكون متباينة ولكنها تصب في منحى واحد.
فأما الرواية الأولى فتقول بأن كلمة تاكلفت مشتقة من فعل" إكلف" ويقال إكلف إمندي أي أنه لا ينمو بشكل جيد ويبقى صغيرا بسبب المناخ ففي فصل الشتاء تتساقط الثلوج مما يحول دون بروز المزروعات واكتمال نموها، ولا يكاد يصل فصل الربيع حتى ترتفع درجة حرارة الشمس بشكل كبير فتنضج ويتم حصدها وبذلك تكون المردودية ضعيفة.
أما الثانية، وهي مرتبطة بحركة سلطانية إلى المنطقة وبالضبط على عهد السلطان الحسن الأول، ويقال بأنه كانت هناك محاولة لاغتياله ولما أطلقت الرصاصة ، لم تنفجر، ويقال لها "تكلف"، غير اننا لا نرجح هذه الرواية وإن سميت منطقة بتاكلفت بتاغروت ن أوكليد، وأيضا تواجد مؤسسة تعليمية تحمل اسمه.
ولكن أغلب المصادر سكتت عن هذه الحركة ولم تذكر ذلك ، خصوصا وأن المؤرخين الإخباريين لطالما تتبعوا حركات السلاطين ومحلاتهم أينما حلوا وارتحلوا ووصفوها وصفا دقيقا.
بينما الثالثة مرتبطة بكون المنطقة عبارة عن غابة كثيفة ويقال لها " تكلف" أي لا يكاد المار منها يرى امام بسسب كثافة الأشجار وكانت مخبأ للمقاومين، لكنها لا تجد صداها باعتبار أن هذه المنطقة تعرف بهذه التسمية مند ما قبل الحماية.
وعلى العموم فإننا نرجح الرواية الأولى نظرا لقربها ومجانبتها للصواب وكذا مطابقتها لواقع المنطقة، وبذلك نخلص إلى كون منطقة تاكلفت سميت بذلك في ارتباطها بالمجال الذي نشأت فيه.
وعرفت هذه المنطقة استقرارا بشريا مند القدم ولعل ما يحيلنا على ذلك هو انتشار المغارات والكهوف على طول ضفتي واد العبيد، لكن وصول أيت داود اوعلي إليها يرجح أن يكون خلال القرن 17م، حينما قام السلطان مولاي اسماعيل بنقل قبائل أيت ايمور الى تادلا ومنها الى مراكش.
تعليقات
إرسال تعليق