أصل السلالة الأمازيغية لشمال افريقيا
معروف ان شمال افريقيا سكنه الأمازيغ قبل العرب و اغلب المؤرخين اجمعوا ان سكان المغرب الاولين جاؤوا من الشام اي انهم كنعانيين ، ويمكن استناج ان اغلب المغاربة يحملون السلالة الخاصة بشمال افريقيا عند الناطقين بالأمازيغية Em183/EM81.
سبق وان نشرنا عدة دراسات تتبت ان اصل السلالة E-M81 مشرقي و هي واحدة من أهم السلالات الجينية الذكورية البارزة في الشرق الأوسط و تركيزها مرتفع في شمال افريقيا و التي تربط من الأب-إلى-الإبن رجوعا إلى الرجل السلف المشترك و تشير بحوث السلالات الأخيرة إلى أن السلالة E-M81 ظهر سلفها المشترك أولاً في الشرق في عينات موقع عين غزال المرتبط بالحضارة النطوفية بالأردن.
التي أمتدت إلى شرقي الشام حيث يعتبر العلماء أن الحضارة النطوفية ماهي إلا خلف لسلفها الحضارة الكبارية ، والحضارة النطوفية الشامية هي أول حضارة بشرية في التاريخ ومنها بدأت الزراعة وبدأ التدجين ، وقد أظهرت نتائج فحص رفاث النطوفيين في فتراتهم المبكرة أنهم على السلالة E-M35 والتحور E-Z827 حصرا.
والذي يعتبر الجد المباشر للحفيد E-M81 شامي المنشأ والذي ينتشر في الجزيرة العربية وبلاد الشام وبين سكان شمال إفريقيا واسبانيا,وهذا ما يزيد من دلالة ارتباطه بالحضارة الفينقية شامية الأصل و بمعنى آخر فان تلك القرابات المتوارثة من الابن إلى الأب إلى الجد تشير إلى أن جميع السلالات البشرية التي تعيش في وقتنا الحاضر من جميع أقطار الأرض ترجع إلى سلف أبوي واحد ، أسماه العلماء آدم.
الذي ظهر قبل نحو 130.000 سنة - 156.000 سنة. وهذا المشروع أصبح ذو أهمية إذ تزداد فيه البحوث في المجالات علم الجينات وعلم السلالات الجيني و علم الآثار وحتى دراسات تاريخ اللغات, ان الهابلوغروب E-M35 له فرعين معروفين هما هابلوغروب E-V68 و هابلوغروب E-Z827 الذي يقع تحته E-L19 والذي يتفرع منه E-M81 الذي تتحدث عنه هذه المقالة .
وفي اطار البحث عن اصول سكان شمال افريقيا واسبانيا لفك سر هذه السلالة اللغز والمحيرة في سرعة انتشارهافي شمال افريقيا وشبه جزيرة ايبيريا (اسبانيا) اجريت حول هذه السلالة E-M81 ستة 6 دراسات علمية عن اصول حاملي السلالة E-M81 حيث تم استنتاج ان عمر السلالة حديث جداً يصل في بعض الدراسات الي 1730 سنة حسب دراسة D'antasio et al 2019.
و أما عن أصول السلالة فقد اجمعت كل الدراسات الست على الأصول الشامية لهده السلالة متماشية مع ما دكره مؤرخون كابن خلدون, وفيما يلي نستعرض لكم اسماء تلك الدراسات الست.
1- دراسة Erradi et al 2004
2- دراسة Claudio Ottoni et al 2014
3- دراسة Morata et al 2017
4- دراسة Maciamo Hay و مقاله في موسوعة Eupedia سنة 2018
5- دراسة D'antasio et al 2018
6- دراسة Wim Penninx 2019
ان كل تلك الدراسات خلصت الي نتيجة واحدة وهي ان هذه السلالة ذات منشأ شامي من الشرق الاوسط وكمثال للتوضيح نستعرض للقارئ احدى ابرز هذه الدراسات وهي دراسة حديثة صادرة عن جامعة بومبيو فابرا، برشلونة، إسبانيا تؤكد بأن ظهور السلالة E-m183 في شمال أفريقيا حديث للغاية ومثير جدًا لسرعة انتشاره.
رغم صغر عمره وانه يتناسب مع الأنماط التي لوحظت في بقية الجينوم بالشرق الأوسط قبل 1300 عام مع التوسع العربي في شمال افريقيا وايبيريا خلال فتة الفتوحات الأسلامية ، وكذلك تؤكد الدراسة إن عمر هذه السلالة حديث جداً ولا يتجاوز 2000 عام وانها جائت من الشرق الاوسط (الشام)الي شمال افريقيا والاندلس وانتشرت هناك خلال 1500 عام فقط.
ان الهجرة السكانية الخاصة بالسلالة الدكرية demic expansion من منطقة الشرق الاوسط لشمال افريقيا تبعها انفجار سكاني لابناء هده السلالة Baby Boom. وقد اختلفت الدراسات على اعمار السلالة فبينما كان عمر السلالة يقدر ب 4000 الى 6000 سنة عام 2004 تقلص عمر السلالة في الدراسات اللاحقة الى حوالي 1730 سنة في المتوسط فتم استبعاد فرضية التوسع بالعصر النيوليتي نهائياً والتي ظهرت في شمال أفريقيا قبل 7400 عام.
وجاءت الدراسات الجديدة عن السلالة E-M81 لتقترب أكثر لحقيقة تفسير تواجد السلالة اللغز بشمال افريقيا حيث قام الأستاذ Wim Penninx من جامعة Delft University بنشر دراسة قامت بتحليل عينات من المغرب العربي وخلصت الى عدة استنتاجات من بينها أن أصل السلالة E-M81 بفرعها الأساسي E-m183 يعود بالحقيقة الى الفترة البونيقية الفينيقية.
وهو ما يتناسق مع عمر التحور حسب الدراسة وهو 2000 عام بالإضافة الى ان الدراسة أرجعت السلالة و ربطتها بالفينيقيين وهدا ما يتوافق مع السناريوا اللدي طرحه Maciamo Hay سابقا ، علماً بإن الويبيديا في اخر تحديتاثها تعترف ان عمر السلالة اصغر من ان يكون قرطاجي.
وذلك بعد اضمحلال عمر السلالة الي 1730 عام و كل تلك الدراسات تربط السلالة E-m81 بتدفق سكاني من منطقة الشام حيث اعتبرت ان السلالة تعود لرجل واحد قادم من الشرق الاوسط ونجحت دريته بالانتشار, اما بفعل الثروة المالية او عوامل ثانية ساهمت في انتشار هده السلالة اليوم .
تعليقات
إرسال تعليق