وكأنها من مدن "ألف ليلة وليلة".. تشعر وأنت صاعدا إليها فوق الجبل كأنك على موعد من الأساطير.. عالم منفصل يتكتم على جماله وخصوصيته وتاريخه.. مدينة زرهون الجبلية مدهشة في كل شيء.
زرهون مدينة جبلية تقع في شمال المغرب.. قرب مدينة مكناس، كانت عاصمة للدولة الإدريسية، أسسها مولاي إدريس زرهون كعاصمة لأول دولة إسلامية في المغرب والمغرب الكبير -من ليبيا إلى موريتانيا- منفصلة عن الدولة الاسلامية في الشرق خلال القرن الثامن الميلادي -788م-.
تسمي زرهون أيضا بمدينة "مولاي إدريس زرهون"
المدينة فوق قمة جبل.. محصنة ومنيعة، طرازها المعماري فريد، التاريخ يسكن في كل مكان.. في كل شيء، المنازل المصممة على شكل "رياضات" بساحاتها الداخلية الصغيرة طراز عتيق.. يكشف كثيرا من التفاصيل الهامة عن الطراز المعماري المغربي خلال القرن السادس الميلادي وما قبله وما بعده.
في وسط المدينة ساحة تسمى "الساحة العمومية" تشعر كأنها "مفتاح الأسرار".. فمن خلال المقاهي والمطاعم المطلة على الساحة تستطيع أن تأخذ فكرة سريعة عن تطور المدينة وعن تاريخ المعمار فيها.. وعن طبيعة الناس سكان المدينة، وأسلوب ضيافتهم الذي يفيض كرما ومودة ومحبة دون شرط أو استئذان.
في زرهون تشم رائحة الزيتون، أشجار الزيتون في كل مكان، كذلك المعاصر ومحال بيع الزيتون والزيت، أما الخروب الذي تشتهر المنطقة بزراعته فله موسم مهم وطقوس استهلاك رائعة سأحكيها في قصة منفصلة يكون "خروب زرهون" بطلها.
داخل أحياء هذه المدينة الفريدة روعة واضحة.. حي "الحفرة وتازكة، وخبير، والقليعة، والدرازات، والسبالة" أحياء متداخلة كأبيات في قصيدة شعر، معاني تكمل معاني، كلمات تضيف لما قبلها حلاوة ولما بعدها جمالا، التاريخ مرسوم على الجدران.
المسجد القديم أو "جامع السَّنْتِيسِي" عتيق، جميل، مأدنته الخضراء الدائرية تخبرك ببعض الأسرار، تقص عليك مختصر الحكاية المفيد، حكاية مدينة جبلية في مكناس تشبه مدن الأساطير، هذه ليست مبالغة، هل جربت الحياة في قصيدة شعر.
تعليقات
إرسال تعليق