قبيلة الزعيم الموحدي محمد او المهدي بن تومرت الجزء الثاني
قبيلة الزعيم الموحدي محمد او المهدي بن تومرت الجزء الثاني
أن أذان الفجر يختلف عن أذان الصلوات الأخرى، بإضافة عبارة ( الصلاة خير من النوم ) وفي آخر النداء نسمع المؤذن ينهي الأذان بعبارة ( أصبح ولله الحمد )، وهي عبارة يختص بها الأذان في المغرب الأقصى ولا تعرف لدى أهل المشرق.
فمن أحدث عبارة أصبح ولله الحمد في أذان الصبح بالمغرب ؟
إنه العلامة محمد بن تومرت الأرغني الموحدي.
هو أول من أحدث عبارة ( أصبح ولله الحمد ) في آخر أذان الصبح، ولا تعرف قبل هذا التاريخ لدى المؤذنين المغاربة، واستمر النداء بها الى عهد الخليفة ادريس المأمون بن المنصور الموحدي في سنة 626 هـ، حيث أمر هذا السلطان بعدم ذكر هذه العبارة في أذان الصبح، لعداوته الشديدة لمؤسس دولتهم المهدي بن تومرت، وعدم إيمانه بتعاليمه التي اعتبرها بدع دخيلة ومفروضة على المغرب من المشرق.
فتسبب هذا الحظر في الثورة عليه، ثم مقتله، وأثناء بيعة خلفه عبدالواحد الرشيد الموحدي سنة 630 هـ اشترط عليه المبايعون إعادة ما كان قد أزاله المأمون من رسوم الدعوة المهدية وسننه وطريقته، فأمر في سنة 631 هـ بإعادتها واستقامت له الأحوال واطمأنت الرعية، واستمر المؤذنون في ترديد عبارة أصبح ولله الحمد في أذان الصبح الى وقتنا الحاضر.
وللعلم فإن المهدي بن تومرت هو الوحيد في تاريخ المغرب الذي أمر بضرب السكة المعدنية المغربية المربعة الشكل عوض الدائرية، وتم اعتمادها الى آخر عهد الموحدين، ثم غيرها السلاطين المرينيين من بعدهم الى السكة الدائرية وبقيت على ذلك الى وقتنا الحاضر.
مصير عائلة المهدي بن تومرت بعد وفاته
هل تعلم أن للمهدي بن تومرت إخوان ؟ فمن هم ؟ وما هو دورهم السياسي ؟
كان للمهدي بن تومرت أخوان وهما عبد العزيز بن تومرت وعيسى بن تومرت، وكانا من مشيخة العسكر، ووجوه الجيش بأشبيلية في الأندلس أيام فتحها، وبسبب قرابتهما من أخيهما مؤسس الدولة الموحدية، ترفعت نفوسهم عن خليفة أخيهم المهدي بن تومرت.
وهو عبد المومن بن علي الكومي، ولم يسدوا له الاحترام والطاعة لمقامهم، فساء أمرهما بالأندلس، واستطالت أيديهما على أهلها، واستباحا الدماء والأموال، ثم اعتزما على الفتك بيوسف البطروجي صاحب لبلة بالأندلس، فهرب منهما ولحق ببلده بالمغرب.
وأخرج الموحدين الذين بها، وحول الدعوة عنهم إلى المرابطين، انتقاما منهما، ونشأ عن ذلك فساد كبير بالأندلس، ثم لحق هذان الأخوان بالعدوة المغربية، واستمر حالهما إلى أن عقد الخليفة عبد المؤمن ولاية العهد لابنه محمد، وعقد لإخوته على العمالات والنواحي، وأهمل أمر أخوي المهدي بن تومرت، ولم يعقد لهما أي شيء.
ففسدت نية عبد العزيز وعيسى بذلك مع ما كان قد صدر من عبد المؤمن من قتل ابن عمهما يصليتن وهو من آل بن تومرت، وكانا يومئذ بفاس وعبد المؤمن بسلا، فخرجا من فاس إلى مراكش على طريق المعدن مضمرين للغدر به، واتصل خبر خروجهما بعبد المؤمن فخرج من سلا في أثرهما متلافياً أمر مراكش وقدم أمامه وزيره أبا جعفر بن عطية.
فسبقاه إليها وداخلا بعض الأوباش بها في شأنهما فوثبوا على عامل مراكش أبي حفص عمر بن تافراكين فقتلوه بمكانه من القصبة، ووصل على أثرهما الوزير ابن عطية ثم الخليفة عبد المؤمن، فأخمد تلك النائرة وقبض عبد المؤمن على عبد العزيز وعيسى أخوي ابن تومرت، فقتلهما وصلبهما، وتتبع المداخلين لهما فألحقهم بهما وانقطع الشغب وزال الفساد، فكانت هذه نهاية عهد أسرة المهدي بن تومرت الأرغني بالسياسة والحكم بالمغرب، وكان ذلك في سنة 549 هـ.
ومن أعلام قبيلة أرغـن
الشيخ سيدي الغازي بن احمد السوسي الأرغني
علامة شهير ينتمي إلى قبيلة أرغن، ولد سنة 901 هـ وتوفي سنة 982 هـ -
التعريف
سيدي يوسف العزام بن احمد السوسي الأرغني
أخ السابق، علامة أرغني المتوفى سنة 994 هـ
سيدي احمد بن يوسف العزام الأرغني
ابن السابق، العلامة الأرغني المتوفى سنة 1019 هـ ؛ تنازل له عمه المتقدم الشيخ سيدي الغازي عن رئاسة الزاوية المقدمية
سيدي مسعود بن محمد بن الطيب الفلوسي الوكاكي
عالم ارغني تخرج على يد شيخه الحسن التيمكيدشتي.
معالم قبيلة أرغن العمرانية
قصبة تاكاديرت نتازروت
تستوقفك وأنت في طريقك الى ادرار نوارغن على طريق افدي بناية قديمة تبدو مهجورة تتميز بطابع معماري وهندسي متميز، أبدعتها ايادي صناع وحرفيين مهرة في البناء والزخرفة ، تنتصب فوق مرتفع يطل على كل مناطق القبيلة ، ابراجها تتخذ للمراقبة ، كانت مقرا للقيادة قديما.
انها قصبة تاكاديرت نتازروت المتواجدة بمنطقة ارغن بجماعة توغمرت احدى المعالم التاريخية بالمنطقة والتي تؤرخ لحقبة من تاريخ ارغن، غير انه يبدو أنها تناستها الذاكرة التاريخية وأهملتها شر إهمال شأنها شأن باقي المعالم التاريخية بالمنطقة.
فعوض أن تكون فضاء ومنارة للبناء والتحدي والاستمرار وفضاء سياحيا أخدت بعض اسوارها تتهاوى وتتداعى للسقوط وخصوصا من الجهة الغربية ، وعوض ان تكون المعلمة رمزا ثقافيا وفنيا وحضاريا تحولت بناياتها الى أوكار للحمام البري وذاكرة سائرة بخطى تدريجية نحو الانهيار ، ولم تلقى بعد الرعاية من الجهات الساهرة على الشأن الثقافي والسياحي في هذه المنطقة.
تعليقات
إرسال تعليق